الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
وأمَّا عقوبة مَن فعَل ذلك في الدُّنيا، فهو التَّعزير؛ قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: "أمَّا الاستِمْناء باليَدِ، فهُو حرامٌ عند جُمهور العُلماء، وهو أصحُّ القولَين في مذهب أحْمد، وكذلك يعزَّر مَن فعلَه، وفي القولِ الآخَر: هو مكروهٌ غيرُ محرَّم، وأكثرُهم لا يُبيحونه؛ لخوف العنَت ولا غيرِه، ونُقِل عن طائفةٍ من الصَّحابة والتَّابعين: أنَّهم رخَّصوا فيه للضَّرورة؛ مثل أن يَخشى الزِّنَا فلا يُعْصَم منه إلاَّ به، ومثل أن يَخاف إن لم يفعلْه أن يَمرض، وهذا قوْلُ أحْمد وغيرِه، وأمَّا بدون الضَّرورة، فما علمت أحدًا رخَّص فيه، والله أعلم". اهـ.
هذا؛ ولا نعرف عقوبةً معيَّنة لمتعاطي تلك العادة الذَّميمة، وإنَّما الواجبُ على مَن وقع في تلك المعصية: المبادَرةُ إلى التَّوبة، والإكثار منَ الاستِغفار؛ عسى الله أن يقبلَ تَوْبته، وأمَّا عقوبتُه في الآخِرة، فأَمْرُه إلى الله؛ إن شاء عذَّبه وإن شاء غفر له.
وكفَّارة مَن فعل ذلك: التَّوبة الصَّادقة، والنَّدم والاستِغْفار،، والله أعلم.